أرشيف الأخبار | قمة «أنشاص».. سر إطلاق الجامعة العربية على «بيت العرب»

 قمة أنشاص أول قمة للدول العربية بقصر الملك فاروق
قمة أنشاص أول قمة للدول العربية بقصر الملك فاروق

عبر تاريخها المديد  مصر لا تألو جهدًا في لم الشتات العربي ووحدة الصف، وكان لها الريادة والسبق
حين أدرك مصطفى النحاس باشا رئيس وزراء مصر، أنه قد حان الوقت  أن يصبح العالم العربي جسدًا واحدًا تحت مظلة عربية مشتركة ومنذ تلك اللحظة تنامت فكرة إنشاء جامعة الدول العربية. 

اقرأ أيضًا| 60 عاماً على تحويل مجرى النيل وتشغيل أكبر محطة كهرباء بالشرق الأوسط


وفي 29 مايو 1941 صدر بيان وزير الخارجية البريطاني (إيدن) أعلن فيه تأييد حكومة بلاده لفكرة الوحدة العربية واستعدادها لمعاونة العرب، وجاء فيه: "كثيرون من مفكري العرب يرجون للشعوب العربية درجة من الوحدة أكبر مما هي عليه الآن.


وبالتزامن مع دعوة وزير الخارجية البريطاني، كان مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء المصري قد ألقى خطابا في مجلس الشيوخ عام 1942 أعلن فيه سعي مصر إلى عقد مؤتمر للقادة العرب لبحث أمر الوحدة العربية، وفي المملكة الأردن جاءت تصريحات الملك عبدالله الأول متوافقة مع ما دعا إليه النحاس.

وكان قد بدأ حراك حقيقي في ذلك العام، عندما دعت مصر في 5 سبتمبر1942 كلا من السعودية و لبنان و العراق و شرق الأردن و سوريا و اليمن لإيفاد مندوبين عنها لتبادل الرأي في موضوع الوحدة، وتشكلت من هؤلاء المندوبين، إضافةً إلى ممثل عن الفلسطينيين، ولجنة تحضيرية عقدت اجتماعاتها على امتداد أسبوعين في الإسكندرية، وبدأت مرحلة عرفت باسم "مشاورات الوحدة العربية".

وجاء عام 1944  ليعقد مصطفى النحاس رئيس الوزراء المصري اجتماع مع كل من جميل مردمبك رئيس الوزراء السوري و بشارة الخوري رئيس الكتلةالوطنية في لبنان الذي أصبح 
رئيسا للجمهورية اللبنانية فيما بعد، وهدف الاجتماع إلى إنشاء جامعة عربية تحتضن كافة الدول العربية وترعاهم.

القمة العربية الأولى:
وعقد المؤتمر الأول (قمة أنشاص) بقصر الملك فاروق بأنشاص في مصر، ويعتبر الاجتماع الأول لملوك العرب ورؤسائهم وأمرائهم بدعوة من الملك فاروق الأول 1946 في الفترة ما بين (28 - 29 مايو) هي أول قمة للدول العربية، وحضرته الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية (مصر والأردن والسعودية والعراق واليمن ولبنان وسوريا).

 

سر تسمية جامعة الدول العربية:
في البداية اقترحت سوريا اسم «التحالف العربي» أما العراق أراد اسم «الاتحاد العربي»، إلا أن الوفد المصري رأى أن اسم «الجامعة العربية» الذي تقدم به أكثر ملاءمة من الناحية اللغوية والسياسية ومتوافقا مع أهداف الدول العربية، وفي النهاية وافق الجميع على هذا الاسم بعد أن نقحوه من الجامعة العربية إلى جامعة الدول العربية. أصدر المندوبون العرب الذين حضروا اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي العام بالإسكندرية بروتوكولا عرف باسم بروتوكول الإسكندرية ينص على موافقتهم على إنشاء جامعة للدول العربية.

 

التأسيس العملي للجامعة:
جاء التأسيس العملي للجامعة رسميا في 22 مارس 1945، وسبق ذلك في 3 مارس من العام نفسه انتهاء اللجنة السياسية الفرعية التي أوصى بروتوكول الإسكندرية بتشكيلها، من أعمالها، بعد أن عقدت 16 اجتماعاً بدار وزارة الخارجية المصرية بالإسكندرية. وقد أعد أعضاؤها صيغة ميثاق جامعة الدول العربية معتمدين على "بروتوكول الإسكندرية".


في 22 مارس 1945 كان التوقيع على الصيغة النهائية لنص "ميثاق جامعة الدول العـربية" من قبل رؤساء حكومات خمس دول عربية هي لبنان ومصر والعراق وشرق الأردن وسوريا، ثم وقعت السعودية فيما بعد على النسخة الأصلية.